الرجل ذو المرايا - 8


ركبت حافلة نقل عمومي انتفخت من كثرة الركاب. كانت الوجوه تتشابه رغم الجروح التي ميزتها. حوصرت من كل الجوانب حتى من الفوق. ديك حط رحاله فوق رأسي بعد أن أفلت من يد صاحبه حين غط في النوم. لم أرد إزعاجه إذ بدا لي مستريحا في قعدته. 

بلغت الحرارة الثلاثين تحت الشمس والأربعين داخل الحافلة. حتى الديك تصبب عرقا فرششته بالماء خوفا عليه من الإغماء. ديك لطيف ويفهم في الأصول. نقر رأسي مرتين ففهمت أنه يريد المزيد. لكن الماء يسوى ماء الوجه أو أكثر في الصحراء. تجاهلته فأضجره الأمر. نقر أكثر فأكثر حتى انتفخ رأسي.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire