الرجل ذو المرايا - 10


توقفت الحافلة وسط الصحراء فظهر لي الركاب كالأشباح من شدة الحر والسأم. قامت امرأة عجوز من مكانها وخاطبت السائق:

ـ والشيفور!وا تفو! لكار غالي ومقود!

ابتسم السائق وفتح باب الحافلة:

- هاهي الطريق قدامك!

عادت العجوز إلى مكانها وغطت في النوم فغمرت وجهها ابتسامة خبيثة. ربما كانت تحلم بعريس وسيم يتقدم لها.

لم أكن الوحيد الذي راق له المشهد. حتى الديك توقف عن النقر وصار يصيح. ديك مشاكس وخفيف الروح. كنت الوحيد الذي يفهم معنى حركاته فانزعج الركاب وقاموا بشتمه. حتى مالكه كان يسب كأنه لم يعرفه يوما. سكت الديك وبدأ يرتجف حتى سقط ريشه. ديك حساس ورهيف. أضجرني الأمر فحملت حقيبتي وتركت الحافلة.

مكث الديك فوق رأسي وعاد ينقر.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire