0 com

الرجل ذو المرايا - 15


بينما كنت أمشي على العشب الأصفر اليابس انشقت السماء لتنجب سحابة حمراء ألقت بكل ماخزنته من ماء خالص. لم تبخل السحابة بقطرة واحدة. أهدتني كل ما ملكته من حب وسقتني وسقت جسدي وأطرافي بمائها من الرأس إلى القدمين. انشقت السماء وابتلعت شمسا سطعت طول النهار فتحررت من عبئ أجبرت عليه. أصدرت قطرات المطر الصيفي الدافئ وهي تهوي على الرصيف المجاور صوتا يشبه صوت الأعشاب اليابسة وهي تحترق. أغمظت عيني فخيل لي أني ألتهب وسط النيران. لم يرعبني الأمر. ما أجفلني هو أن أتأخر عن الموعد.

ركضت.
Lire »
0 com

الرجل ذو المرايا - 14


صمت ناعم غمر المكان حينما سكت الديك وكفّت محروقة الوجه عن الشهيق.

- الله على راحة!

كنت مسرورا بالهدوء الذي حل فجأة ولم أنتبه إلى كتلة الشحوم التي حاولت الدخول عبر الباب لكن بدون جدوى. كان المشهد مسليا. رجل سمين لايتجاوز طوله المتر والنصف. أصلع و لحيته أطول من ذراعي. كان الباب ضيقا فعلق بين دفتيه حينما أصر على اجتيازه. لم يتحرك منا أحد، واكتفينا بمراقبته وهو  يهتز و يلتوي يمينا وشمالا محاولا التخلص من شرك لم يركبه له أحد.

مخلوق عجيب لم أرى مثيلا له من قبل. عيناه جاحظتان كالحرباء وخشمه مسطح كالسلحفاة وأذناه منفرجتان كابن آوى. كان جلده زعفراني اللون وزاده الوشم على وجهه أناقة على أناقته الخِلقيّة. بدت على محياه علامات الجبن والمكر.

- ڭالسين كتفرجو فيّ أوجوه النّحس؟ يالله شي حدّ فيكم يجي يعاوني!

كان صوته غليظا كصوت الرعد رغم قصره . بدا لي غضوبا وسيء الخلق فامتنعت عن مساعدته وليحصل مايحصل. كذلك فعل الديك ومحروقة الوجه. أعجبني عصيانهما فابتسمت. ردّت عليّ الفتاة بنظرة شفافة وابتسامة طفولية كاد وميضها يسلب ذهني لولى صراخ الديك الذي أيقظني. راح مجددا يركض في الزنزانة وتبعته المجنونة محاولة تقليد حركاته وأصواته. ديك لعوب وعنيد. دار دورتين ثم قصد الكائن العجيب ووقف تحت رجليه. لم يبدو على الديك شيء من الخوف. التزم مكانه وبدأ يحذق في كيس القمح العالق في الباب. كان جائعا.

تراجعت محروقة الوجه وجلست بجنبي. بدأت ترتعش ولم أفهم سبب خوفها. لم أجرء أن ألمسها فتركتها على حالها. نظرت إلي مجددا بعينها الوحيدة الماجوسية فأغمظت عيني حتى لا تسلب عقلي. كفاني صداع الرأس وألم المفاصل من قلة النوم.

قامت من مكانها، ثم راحت تساعد كيس الطحين على الدخول.

ماذا فعلت؟
Lire »
0 com

الرجل ذو المرايا - 13

ماهي الخيانة؟ مامَدْلُولها وما مصدرها؟ هل هي دفاع عن النفس؟ أم خوف من الآخر؟ أم هي مجرد تجارة بالذات؟ يبيع الخائن نفسه للآخر. يغريه أولا بأحلام كان متعطشا لها و برموز وآيات لم تعد إلاهية. ثم يأخد أجره وينصرف. يختفي من الوجود. الخائن سلعة بخيسة و خرافة فانية تفني من سمعها فعشقها.

- بْقيت بوحدي مرة أخرى... طلعوا كاملين اولاد لقحاب!

تَطعّمَت الحياة من خمرة حبِّي فوجَدَتْها مرة. ألقتها للنيران ورأيتها تحترق. تتلاشى. كانت بيضاء ثم حمراء وهي الآن تتبخر. وأنا معها أذوب. كدت أختفي.

لم أعد أفرق بين نهاية الحلم والحلم ذاته. الكل سراب تعلوه سحابة سوداء. قررت أن أتحرر من سجني. تشابهت الوجوه مرة أخرى واختلطت الدموع بالدماء. وارتجفت الخواطر. وتبعثرت الأفكار. ملكتني رغبة مباغتة في الإنتقام. كانت الرغبة صادقة فلم أستطع ردعها. لم أتمكن من التخلص منها فتركتها تعيش بداخلي. تتغدى على ما يمنحها الفؤاد من فَتِيت حقد وضجر. تشرب من مرارة ماض بقي أسير الكبرياء.

وقفت على ساقيّ مجددا بعدما عجزت عن الحراك. هل هي قدرة إلاهية؟ أم نزعة شيطانية؟ لم أستطع أن أحكم أوأفرق.
Lire »
0 com

الرجل ذو المرايا - 12

استيقظت فجأة فوجدت نفسي داخل قفص. أو زنزانة. لم أكن وحيدا وليتني كنت وحيدا.

- فقتي أزوين؟
- لا مزال ناعس!
- ههههه! كدحكني.
- شكنديرو هنا؟
- سخفتيلي فالطريق وماعرفت شنو ندير. قلبت فشكارتك لقيت بزاف ديال لمرايات، عجبوني والله، كنبان فيهم غزالة!
- شداك تقيسيهوم ألالة؟
- وخليني نكمل! لموهيم بديت كنلعب بيهم أنا وصاحبي لفروج، شوف درتلو ضفيرة فشعرو! هههه!
- ولا صاحبك دغيا؟ تحاميتو علي ماحشوماش عليكم؟
- وخليني نكمل! لموهيم ڭالسين كنلعبو وهي تبالينا واحد جيپ دايزا من لبعيد، بديت أنا كنعيط ولفروج كيقاقي. مسمعوناش بديت أنا كنقاقي ولفروج كيعيط.
- سمعوكم؟
- وخليني نكمل! لموهيم مع الصهد مخي ولا كيخمم بحال الرياكتور. خديت مريا وبديت كانشير عليهوم بالضو.
- شافوكم؟
- وخليني نكمل! لموهيم مع لمرايا كانت صغيرة بزاف، خديتهم كاملين وبديت كنلصق فيهوم حتى صنعت وحدة كبيرة.
- ...
- وخليني نكمل! لموهيم على مركبتهم جا صاحبك لفروج بدا كينقب فيهم تاتهرسو...

ثم بدأت في البكاء. ماذا عساي أن أفعل ومراياتي كلها تكسرت؟ كنت في ورطة.

- معليش... متبكيش...
- خليني نبكي...
- على خاطرك...
- مقلق؟
- شوية...
- كتكذب علي!

ثم عادت إلى بكائها كأنها أنشودة تعلمتها في الصغر تغنيها كلما أحست بالخطر.

- ققعوووو!

رميته بقطعة خبز يابس وجدتها في حقيبتي فراح يركض في الزنزانة ويصرخ كالأخرق ثم جاء نحوي وصار ينقب. أنا أصرخ والديك يصرخ والأخرى تبكي. بقينا على حالنا حتى فتح أحدهم الباب...
Lire »
0 com

الرجل ذو المرايا - 11

يالها من حياة. حياة لا أخلاق لها ولا حياء. تأتي إلى غرفتي بدون إذن مني، وتحمل ما اشتهته من المتاع. بدأت بشواربي ثم شعر لحيتي ثم أخذت مني مشاعري. أراقبها بنصف عين بينما تخالني نائما. فقط لا إريد إزعاجها.

يا لها من حياة. حياة ساذجة. صدّقت لعبتي وصدّقت لغتي. فهمتُ كل تحركاتها وأنا الآن متربص... ما إن تسهو حتى أنقض عليها فأفنيها بقبضتي. هذا حلمي...

هاهي اليوم تُسلط علي ديكا مفعوصا وامرأة لا وجه لها. ما العمل؟ مسؤولية أُلقت علي من أعلى شرفة. تريد إهلاكي. تريد إفلاسي.

- فين غادي بيَّ؟
- مغادي بيك فين، نتي لي تابعاني!
- والله ماكاتحشم. جاي محرم علي النعسة وزايد مكمل علي بالفقصة. وڭولي أزوين فين دايني...
- أنا مازوينش غير تفرقي مني...

نط الديك على وجهي فجأة.

- أي! أي! أي! سير بسع مني نتا!
- ققعوووو!
- مصيبة وتسلطات علي، شداني ڭاع ندوي معاك.
- ققعوووو!
- شوف حالتك كدايرة, ابيض كالكلبة لمبراصة! كلك مطرافيكي. فرحان لي بلڭصيصة؟
- ققعوووو!
- عند بالك صحيح؟ راك غير فروج، شوف شكون الراجل فينا!
- ققعوووو!

حلق الديك مرة أخرى وحط فوق رأسي فعاد ينقر.

استأنست بنقره...

- فاش كتخمم أزوين؟
- فلحريرة لي لي غارق فيها!
- دوقني معاك شوية! هِهِهِه!
- زايداها بلهبال؟ أجي بعدا شداكشي كاتكمي؟ جوان؟
- أه.
- منين دبرتي عليه ألمصخوطة؟
- كان فجيبك...
- وشداك لجيبي؟
- ياك انت ڭلتيلي ديك نهار نقدر ناخد من عندك لي بغيت...
- والله ينعل لكذاب! فين كنعرفك ولا عمري هدرت معاك؟
- ماعرفتش... يمكن ماشي انت. وليني ڭاع رجال بحال بحال، فيكم غير الطنيز!

سكتت قليلا... ثم انطلقت كالرعد في حوار طويل مع نفسها، تتحدث عن طغيان الطبقات والعرق والجنس. خرافات لطالما سمعت بها فلم تجلب لي إلا النحس والشأم. ربما كانت على حق...

- عندك الحق غير هنينه دابا.
-أنا ديما عندي الحق داكشي علاش مكيبغيني حد. هِهِهه! تكمي؟
- هادشي لي بقالي... أراي.

ما إن ارتشفت بضع النثرات حتى انقلبت الدنيا حولي.

- هِههِهِهِهِهِه!
- ققعوووو!
- هِههِهِهِهِهِه!
- ققعووووووووووووووو!
-هِههِهِهِههِهِهِهِهِهِهِهِهِهِهِِهِه!
- الله يخرج هاد نهار على خير!

ثم أغمى علي.
Lire »
0 com

الرجل ذو المرايا - 10


توقفت الحافلة وسط الصحراء فظهر لي الركاب كالأشباح من شدة الحر والسأم. قامت امرأة عجوز من مكانها وخاطبت السائق:

ـ والشيفور!وا تفو! لكار غالي ومقود!

ابتسم السائق وفتح باب الحافلة:

- هاهي الطريق قدامك!

عادت العجوز إلى مكانها وغطت في النوم فغمرت وجهها ابتسامة خبيثة. ربما كانت تحلم بعريس وسيم يتقدم لها.

لم أكن الوحيد الذي راق له المشهد. حتى الديك توقف عن النقر وصار يصيح. ديك مشاكس وخفيف الروح. كنت الوحيد الذي يفهم معنى حركاته فانزعج الركاب وقاموا بشتمه. حتى مالكه كان يسب كأنه لم يعرفه يوما. سكت الديك وبدأ يرتجف حتى سقط ريشه. ديك حساس ورهيف. أضجرني الأمر فحملت حقيبتي وتركت الحافلة.

مكث الديك فوق رأسي وعاد ينقر.
Lire »
0 com

L'homme au visage de glace (-9-)

J'étais enfin seul, abandonné à moi même dans un désert capiteux. L’idée d’une vie après la mort ne me sidérait plus. J’étais dans un état de songe où seuls mes sens avaient un sens. Mon corps et mon esprit s’étaient ralliés, et je sentais les caresses du désespoir frôler mon silence. Je ne savais plus quoi faire alors j’ai commencé à creuser la terre. Je voulais me faire une planque ou une tombe. Un endroit sûr pour échapper à ma propre démence. Je creusais avec mes deux bras le sol d’une terre brulante lorsque soudain j’ai touché un corps. C’était le cadavre d’une femme au visage cramé et à l’œil droit arraché.

J'ai pleinement déterré la maudite fleur, et je l'ai arrosée de ma suée. D'entre ses jambes poussa une herbe noire et un cinéraire muet. 

Âcre et insinuant son corps finit par se replier. Puis d'une voix crasseuse et grisonnée:

-Qui êtes-vous?
-L'homme au visage de glace.
-Que me voulez-vous?
-Rien ou rien de mal.
-Alors partez!
-Je ne comptais pas rester.
-Vous mentez!
-Pourquoi je le ferais?
-Mais partez, vous m'étouffez!
-Adieu.
-Restez...
Lire »
0 com

الرجل ذو المرايا - 8


ركبت حافلة نقل عمومي انتفخت من كثرة الركاب. كانت الوجوه تتشابه رغم الجروح التي ميزتها. حوصرت من كل الجوانب حتى من الفوق. ديك حط رحاله فوق رأسي بعد أن أفلت من يد صاحبه حين غط في النوم. لم أرد إزعاجه إذ بدا لي مستريحا في قعدته. 

بلغت الحرارة الثلاثين تحت الشمس والأربعين داخل الحافلة. حتى الديك تصبب عرقا فرششته بالماء خوفا عليه من الإغماء. ديك لطيف ويفهم في الأصول. نقر رأسي مرتين ففهمت أنه يريد المزيد. لكن الماء يسوى ماء الوجه أو أكثر في الصحراء. تجاهلته فأضجره الأمر. نقر أكثر فأكثر حتى انتفخ رأسي.
Lire »
0 com

الرجل ذو المرايا - 7


استيقظت يومها على دوي قصف في قلبي وصداع في الرأس راودني أياما عدة حتى اعتدت عليه. كان أمامي القليل من الوقت فقررت أن أشرب قهوتي وأدخن سيجارة الصباح في بيت الخلاء. ما إن اختليت حتى  بلغت أذني ألحان عود أتمت جولتها في الهواء فنطت من على الشباك.

ـ ما ڭالو بيت الراحة حتا بصح...

ارتخت أعصابي قليلا وبدا لي وجهي وسيما في المرآة فكسرتها. ارتديت ملابسي وتعطرت وحملت حقيبتي متوجها إلى موطن الرمال.
Lire »
0 com

الرجل ذو المرايا - 6

- السلام عليكم.
- وعليكم السلام. بطاقة التعريف وجواز السفر ليخليك.
- نعم أسيدي.

فأعطيته ما طلب. ظهر لي وجه رجل الديوان شاحبا كأنه لم يذق طعم الخبز منذ أسابيع. كنت أحمل بسكويتا في حقيبتي فاقترحته عليه :

- هاك أشريف قول بسمله بنتيلي فيك الجوع...

نظر إلي بعين واحدة تنفر الدخان من شدة الغضب وانحنى مرة أخرى على أوراقه ليكتب كلامه المبهم. أخذت البسكويت وألقيته في قمامة الأزبال واسترجعت أوراقي التي لم تصلح ولن تصلح لشيء...

- الله يعاون.

لم أحضى بأي رد.

حملت حقيبتي وغاذرت المطار قاصدا محطة القطار. لم تكن المسافة الفاصلة بينهما تتجاوز بضع الأمتار. عارضني رجل يقارب عمره السبعين يرتدي بنطلونا أسودا وقميصا بدا لي أخضرا. كانت كلماته عجوزة أرهقها الإنتظار. كلمات محششة تلتوي على نفسها كالحرباء.

- أفين الشباب؟
- غير فالدنيا أعمي.
- عندك شي كارو؟
- لا سمحلي مكندخنش...
- علامن كضحك؟ شواربك كسوة لكلبة وكاتقولي ماكاتكميش؟
- هههة! ياك ألحاج! على هادي نعطيك لخر لي بقالي...
- يتوب عليك! ڭولي بعد انت بنتيلي ماشي ولد لبلاد؟
- كيفاش؟
- لابس علي هاذ الشراوط بحال لحتاية! هاذو غير فعايل لڭور حاشاك! إخ!
- كنت مزروب ومالقيت منلبس...
- متزوج؟
- لا ...
- خدام؟
- إيه...
- مخلص مزيان؟
- إيه...
- وسير فحالك!

نفذت الأوامر وتوجهت إلى المحطة. حجزت تذكرة وانتظرت دقائق مبلولة بالعرق إلى أن وصل القطار.
Lire »
0 com

L'homme au visage de glace (-5-)

J'ai porté ma solitude, seul, durant des années entières. Elle avait la forme d'une boule de cristal noire et parfaitement translucide. C'est à travers elle que je percevais le monde qui me contenait. Elle m'inspirait. Elle était l'œil par lequel les choses devenaient réelles et les personnes de simples personnages d'une pièce de théâtre dont j'étais le seul auteur. Je m'étais attribué le rôle principal, celui du spectateur.

Le temps et l'âge m'ont affaibli, et mon génie d'acteur m'échappait. Le rôle ne me convenait plus. Il nécessitait beaucoup de rigueur dont j'étais dépouillé. Il fallait que je monte sur scène pour me donner en spectacle. Il fallait que je trouve un spectateur. Je ne voyais personne d'autre que Zelya capable de le faire.
Lire »
0 com

L'homme au visage de glace (-4-)

Le verbe surveiller me sembla inapproprié d'un coup. J'eus envie de le disséquer en dressant une liste de synonymes. J'ai alors rallumé le feu de ma conscience et pris un crayon de cire pour écrire:

Observer; guetter; suivre; chaperonner; épier; veiller; tenir; présider; pister; garder; examiner; espionner; conduire; accompagner; être de faction; être aux aguets; vérifier; patrouiller; inspecter; contrôler; avoir à l'œil; être à l'affût.

Toujours rien.

Je me suis dit qu'il était plus simple de demander à Zelya son avis:

-Zelya, que penses-tu du verbe surv...

Elle me griffa, pris ses affaires et quitta la salle.
Lire »
0 com

L'homme au visage de glace (-3-)

J'ai fermé les yeux, puis j'ai imploré Dieu pour libérer mon soleil de l'étreinte des nuages virils et rageurs. Lorsque soudain une voix jaunâtre me parvint au milieu de mon gracieux silence. C'était la voix d'une femme qui d'une main invisible me détourna de ma prière. Je me suis retourné pour retrouver le corps de Zelya, salubre et intact. Seule sa voix avait changé.

" -Tu as changé de voix...
-Oui mon amour!
-Je ne comprends pas pourquoi...
-Pour te garder auprès de moi! "

J'ai saigné du bras à l'écoute de ces mots. Nous avons attendu un moment, le temps que la plaie se referme. Zelya me tenait le bras et pressait fort ma blessure avec ses petits doigts pour stopper l'épanchement. Elle me regardait d'un œil léger. Probablement pour ne pas me faire porter le poids de ses vagues promesses. Je me suis contenté de sourire.

-Marchons un peu, me dit-elle.

Puis nous marchâmes.
Lire »