الرجل ذو المرايا - 11

يالها من حياة. حياة لا أخلاق لها ولا حياء. تأتي إلى غرفتي بدون إذن مني، وتحمل ما اشتهته من المتاع. بدأت بشواربي ثم شعر لحيتي ثم أخذت مني مشاعري. أراقبها بنصف عين بينما تخالني نائما. فقط لا إريد إزعاجها.

يا لها من حياة. حياة ساذجة. صدّقت لعبتي وصدّقت لغتي. فهمتُ كل تحركاتها وأنا الآن متربص... ما إن تسهو حتى أنقض عليها فأفنيها بقبضتي. هذا حلمي...

هاهي اليوم تُسلط علي ديكا مفعوصا وامرأة لا وجه لها. ما العمل؟ مسؤولية أُلقت علي من أعلى شرفة. تريد إهلاكي. تريد إفلاسي.

- فين غادي بيَّ؟
- مغادي بيك فين، نتي لي تابعاني!
- والله ماكاتحشم. جاي محرم علي النعسة وزايد مكمل علي بالفقصة. وڭولي أزوين فين دايني...
- أنا مازوينش غير تفرقي مني...

نط الديك على وجهي فجأة.

- أي! أي! أي! سير بسع مني نتا!
- ققعوووو!
- مصيبة وتسلطات علي، شداني ڭاع ندوي معاك.
- ققعوووو!
- شوف حالتك كدايرة, ابيض كالكلبة لمبراصة! كلك مطرافيكي. فرحان لي بلڭصيصة؟
- ققعوووو!
- عند بالك صحيح؟ راك غير فروج، شوف شكون الراجل فينا!
- ققعوووو!

حلق الديك مرة أخرى وحط فوق رأسي فعاد ينقر.

استأنست بنقره...

- فاش كتخمم أزوين؟
- فلحريرة لي لي غارق فيها!
- دوقني معاك شوية! هِهِهِه!
- زايداها بلهبال؟ أجي بعدا شداكشي كاتكمي؟ جوان؟
- أه.
- منين دبرتي عليه ألمصخوطة؟
- كان فجيبك...
- وشداك لجيبي؟
- ياك انت ڭلتيلي ديك نهار نقدر ناخد من عندك لي بغيت...
- والله ينعل لكذاب! فين كنعرفك ولا عمري هدرت معاك؟
- ماعرفتش... يمكن ماشي انت. وليني ڭاع رجال بحال بحال، فيكم غير الطنيز!

سكتت قليلا... ثم انطلقت كالرعد في حوار طويل مع نفسها، تتحدث عن طغيان الطبقات والعرق والجنس. خرافات لطالما سمعت بها فلم تجلب لي إلا النحس والشأم. ربما كانت على حق...

- عندك الحق غير هنينه دابا.
-أنا ديما عندي الحق داكشي علاش مكيبغيني حد. هِهِهه! تكمي؟
- هادشي لي بقالي... أراي.

ما إن ارتشفت بضع النثرات حتى انقلبت الدنيا حولي.

- هِههِهِهِهِهِه!
- ققعوووو!
- هِههِهِهِهِهِه!
- ققعووووووووووووووو!
-هِههِهِهِههِهِهِهِهِهِهِهِهِهِهِِهِه!
- الله يخرج هاد نهار على خير!

ثم أغمى علي.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire